لا توجد جزرة على مايبدو

لماذا عليك القيام بالأمور الصعبة؟

عد معي بالذاكرة لوقتٍ توجّب أو أردت فيه القيام بشيءٍ مهم، لكنّه في ذات الوقت صعب ويحتاج إلى الجهد أو التركيز، أو كليهما معاً. فلعلّك قمت بما نقوم به جميعاً (وأنا معك) بتأجيله وتسويفه أو لربما عدم القيام به حتى . لكن لديّ أخبار سعيدة لك!

تعرّف على “Anterior Midcingulate Cortex“ أو بالعربية “القشرة الحزامية الوسطى الأمامية“. 

أظهرت هذه المنطقة الدماغية، التي غالبًا ما يتم تجاهلها، سمات ملحوظة في الدراسات الحديثة. يشرح هيوبرمان: “عندما يفعل الناس شيئًا لا يريدون القيام به، مثل ممارسة التمارين الرياضية لمدة ثلاث ساعات أسبوعيًا أو مقاومة تناول شيء ما أثناء اتباع نظام غذائي، فإن منطقة الدماغ هذه تنمو“.

يرتبط نمو القشرة الحزامية الوسطى الأمامية بالأنشطة التي نقاومها بطبيعتنا. وهنا يكتسب مفهوم قوة الإرادة بعدًا جديدًا وملموسًا. لا يقتصر الأمر على القيام بالمزيد من العمل فحسب؛ يتعلق الأمر بالقيام بعمل لا ترغب بالقيام به بطبيعتك.

تكبر هذه البنية الدماغية في تلك الحالات، وهي المسؤولة بطريقة أو بأخرى عن قوة الإرادة.

لوحظ أن هذه البنية تكبر وتصغر بالتدريب والممارسة تماماً مثل العضلات. ولوحظ أنّها أقل حجماً عند الأشخاص البدينين! 

لا يوجد سر للنجاح 

نبحث عن الإجابات في الخارج دائماً ولا ننظر إلى داخلنا

نتوقع وجود سر لم نعرفه أو طريقة لم نجرّبها أو نسمع عنها بعد لتحسين تعلّمنا، نوعية حياتنا، نظامنا الغذائي وصحة أجسامنا أو حتى لتحسين دخلنا!

لكنّ الأمر في الحقيقة ينبع من داخلنا أولاً ويجب القيام بأهم شيء. ألا وهو العمل! العمل الجاد هو وحده كافٍ ليوصلك الى نتيجةٍ ما، هذا هو المؤكد! قد تختلف هذه النتيجة عن توقعاتك أو لا تكون ١٠٠٪ مثلما ترغب. لكن الجلوس والتمنّي والبحث عن أفضل الطرق لتحسين حياتك، البحث عن أفضل الطرق لتحسين دخلك أو صحتك دون البدء بالخطوات العملية التي ستوصلك إلى طريقك فإنّ ذلك لن يوصلك الى أيّ مكان بكل تأكيد!

لا توجد جزرة!

هذه المقولة وكثير من موضوع اليوم هو من مقابلة استمعت إليها لأندرو هيوبرمان عالم البيولوجيا العصبية مع واحد من أغرب الشخصيات التي استمعت إليها في حياتي “David Goggins“، مقابلة مليئة بالدروس، استمعت إليها مرتين هذا الأسبوع على الرغم من أنّ مدتها تقارب الثلاث ساعات، لكنّها تستحق ذلك فعلاً. أنصحك بالاستماع إليها بالطبع ولو لمرة واحدة! (تحتوي على بعض الكلمات القاسية، وبعض الكلام الذي يجده البعض غير ملائم للجميع). إليك الرابط:

ولنكمل بشرح العنوان: هذه المقولة مستمدة من مقولة العصا والجزرة والتي تعني: 

الجزرة هي الأمور اللطيفة والتي ترغب القيام بها. 

أما العصا فهي الأمور التي نحاول تجنّبها. 

أرى أنّ هذه المقولة مأخوذة من عصور أوروبا القديمة عندما كانوا أهلها يروضون البغال والحمير (أجلّكم الله) باستخدام العصا والجزرة؛ بحيث يتم مسك الجزرة بيد ووضعها أمام الحمار والعصا بيدٍ أخرى، فسيسير الحمار إن طاوع الجزرة وإن عصى فله العصا. 

وفكرة هذا البودكاست الذي استمعت إليه هي كالتالي: نعرف تماماً ما يجب علينا القيام به، ولكننا نتقاعس ونتكاسل عن ذلك! وإذا نظرنا في أنفسنا سنجد ذلك واضحاً!

وقد تكون أحد الأشخاص الموهوبين بالذكاء وحدة الذاكرة، لكنّ إن كنت مثلي، شخص عادي غير خارق الذكاء، فعليّ وعليك وبكل بساطة أن نقوم بالعمل وأن نجتهد فيه لتجاوز عقباته والتغلب على صعوباته. 

فبحسب هذا البودكاست، فإنّ كل واحدٍ منا يعرف في داخله وفي أعماق نفسه ما عليه القيام به لكننا نحاول غض النظر عن ذلك، والبحث ليس في أعماقنا، بل البحث حولنا عن الحلول والأفكار الجديدة، التي نعتقد أنّها خلاصنا.

هذه ملاحظات لنفسي أولاً ولك، قد تكون قاسية لكن كما قلت لك في بداية الموضوع فقد كتبتها لأذكّر نفسي فيها إذا نسيت ولأذكّرك معي أيضاً!

وكما يقول عالم الفيزياء الشهير ريتشارد فاينمان: 

المبدأ الأول هو أنه لا ينبغي عليك أن تخدع نفسك، فأنت أسهل شخص يمكن خداعه